في رحيل نعيم الشطري


فقدناه

فإفتقدنا الأريحية والرأي الحرّ

كان عمّنا نعيم الشطري قد شكّل ظاهرة بارزة في قيم عوائلنا ( العصافرة ) في الشطرة فهو منذ نشأته الاُولى مع مجموعة من أعمامي قد إستفزّ ضمائرهم هيمنة الإقطاع ، وسيطرة الخرافة الدينية على عقول الناس !.

فتوجهوا وقتها صوب المعسكر الشيوعي ، فقرأوا أدبياته وعملوا عليها منذ ذلك اليوم وأصبح التنظيم الشيوعي ضارباً بأطنابه في صفوف الشباب ممّا تقرأ في أجواء الشطرة الرأي الحرّ والثقافة الجديدة.

 وكان عمّنا نعيم على جانب كبير من الأريحية في التعامل مع ( كبار السنّ  في العائلة كجدي وبيبياتي وعمّاتي وخالاتي) وقد إلتحق الكثير من اهلي بالتنظيم نتيجة هذه الأريحية مقرونة بعذوبة تسريب الفكرة !.

فقدناه في ظروفنا هذه التي رجع الإقطاع الينا بعد غياب بثوب جديد، والخرافة الدينية بعد بنفس ذلك اللباس، ليكون ومن جديد شاهداً على عصره.

إختطفته يد المنون وأنا  لم أكحل عيني به بعد فراق دام أربعين عاماً برؤيته إلاّ مرّة واحدة عندما زرت العراق سنة 2008 فقصدني رغم كبر سنّه من بغداد الى الشطرة، وحين إلتقينا وفي البيت جمع كبير من الناس تعالى بكاؤنا وبعد عناق المحبة أخذت يده فقبلتها فلطم على وجهه وقال والله إلاّ أن اُقبل يدك وأصرّ على تقبيلها.

فالى يده الشريفة التي ما إمتدت الى سرقة مال محروم أو فقير، ولا الى من لم يكن ثمّ كان من المتخومين، والى روحه الطيبة، وفكره الحرّ، أنحني بجلال اليه وهو في عالمه الثاني، في حضرة الله سبحانه.

طالب السنجري

أضف تعليق