بما أنّ إرشاد قد آلت على نفسها أنْ لا تستنزف وقتها في الردود، و أنْ لا تكترث للتجاوزات، و أن لا تهاب الإرهاب الفكري و الإعلامي الذي يقوم به المتعصّبين لأفكارهم، المتخندقين في مذاهبهم، المستميتين في الدفاع عن تقاليدهم، فإنّا نتجاوز عن الرد على العبارات النابية، و الاتهامات المجحفة التي يوردها علينا من يوردها، و نترك عتاب الأخ الدكتور عبد الخالق بلقصري الذي أدلى بدلوه في العدد قبل الماضي، فوصف آراء سماحة المرشد العام بـ”الغريبة” و “السطحية” و “البعيدة عن النـزاهة العلمية”، و وصف آراءه هو بـ”الحجج الدامغة التي لا تحتمل التأويل”! و ما حذفته صدى الوطن لأنه لا يتناسب مع أدبيات الجريدة أخطر مما نشرته على أننا سوف نتعامل بما نشر فقط.
و نحن و إذ تجاوزنا ذلك، و هو من أهون ما اعتدنا التعرّض له، فنشكر جريدة صدى الوطن على نزاهتها و جرأتها الصحفية، و نشكر الأخ الدكتور على مداخلته، و نحيّي الرأي الآخر و نشجّع الحوار و نقدّس حرية المعتقد، و نقدّر البحث العلمي و نحترم نتائجه، و نميل مع الدليل أينما مال، و هل ذهب بنا هذا المذهب إلا انطلاق فكرنا في فضاء الإسلام الواسع و البحث عن الحق و مواجهة التعصّب و التقوقع؟! و هل ذهب بالمسلمين في هذا المنزلق الخطير الذي يعيشونه اليوم من إرهاب و تخلّف و فرقة و تساقط أمام العلمنة و العولمة و الانحراف إلا رفضهم للرأي الآخر و تخندقهم مذهبيّاً و إغلاق منافذ العقل حتى عن الهواء؟!